ولد الشهيد إبراهيم أحمد حسن السراحنة عام 1971، في مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل، ليكون الإبن السادس بين أحد عشر أخاً له، درس في مدارس المخيم، وأكمل تعليمه الثانوي في المدرسة الشرعية للأيتام في الخليل.
بعد إتمامه لدراسة الثانوية العامة في الفرع الأدبي التحق بكلية الشريعة في جامعة الخليل، ونظراً لصعوبة أوضاعه المادية ترك الدراسة حتى حين، وبدأ العمل في مجال البناء والتجارة.
في حياته عُرف الشهيد بأدبه وإخلاصه للدعوة، كما وصفته والدته بأنه هادئ وكتوم كالبحر، وأما من عرفه من أصدقائه في مخيم الفوار فيقولون أنه كان الحريص على قول الحق، المتدين المؤدب، لطيف المعشر ودائم الابتسام.
دخل الشهيد ميدان المقاومة مبكراً، فاعتقل عام 1991 و1994 بتهم الانتماء لحركة حماس والمشاركة في نشاطاتها، بعد الإفراج عنه انضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام، ورغم سجله الحافل في ميدان المقاومة إلا أن المفصل في حياته كان اغتيال الشهيد يحيى عياش، وهنا قرر الرد على تلك العملية بتفجير نفسه في حافلة صهيونية في مدينة عسقلان في الأراضي المحتلة عام 1948م.
قبل أيامٍ من العملية تحديداً في الثالث والعشرين من فبراير من عام 1996، أبلغ الشهيد عائلته أنه قرر البحث عن عمل جديد في مدينة رام الله، وكان في ذلك الوقت قد أنهى تشطيب منزله استعداداً للبدء بإجراءات الزواج، لكن الزواج الذي أراده غير ذلك الذي ظنته عائلته.
وبالفعل غادر إلى مدينة رام الله للبدء في العمل الجديد، وبعد ثلاثة أيام أي في الخامس والعشرين من الشهر نفسه الذي يصادف أيضا ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، انطلق إبراهيم متمنطقاً حزامه ناسف إلى محطة للباصات في مدينة عسقلان حيث فجر نفسه في أول رد قسامي على عملية اغتيال المهندس يحيى عياش، فأوقع عشرات القتلى والجرحى بين جنود الاحتلال الذين لم يعترفوا سوى بمقتل مجندة وإصابة أربعين آخرين.
بعد العملية أشارت وسائل الإعلام الصهيونية إلى أن منفذ العملية هو من مدينة الخليل ويدعى إبراهيم السراحنة لكن عائلته كانت تشك في الأمر، فحاولت الاتصال به دون جدوى، في الوقت ذاته اقتحم الاحتلال منزل الشهيد ليتأكد الأمر، وأغلقته لمدة أسبوع ومن ثم قامت بهدمه ، ثم منعت إزالة الركام، و بناء بيت آخر مكانه أو بجواره، كما واصلت عمليات القمع والاضطهاد الجماعي لعائلة الشهيد وأشقائه فاعتقلت خمسة من إخوانه.
وحتى اليوم لم يقم الاحتلال بتسليم جسده الطاهر لعائلته، ولم تسلم عائلته من الأذى والاقتحامات المتكررة لمنزلهم الصغير المقام على قطعة أرض منحتها لهم إدارة المخيم، محتسبين صابرين على الأذى، واثقين بالله ونصره.